64 ... والبركة النازلة في كل أمرها لا سيما في تخلها وتمرها ولا حق حبها وتبنها وخضرة بقولها ونضارة بساتينها، كل ذلك يعد من بر البلاد وبنزل منزلة الآباء والامهات للأولاد.
ومنها المبرة العظمى والمكركمة الكبرى، وذلك لنها دار الهجرة المحمدية محل ظهور أنوار البركات النبوية، ومنبع فيض بحار أنوار الملة الاسلامية، دار النصر والانتصار ومكان الظهور والاظهار ومهبط الملائكة المقربين وفلك ينبوع شموس سعادات المؤمنين، دار الأحباب الكرام وموطن من خصه الله بالاجلال والاكرام، من نزل بجانبها حفته الخيرات ومن حل ببابها شملته الأنوار والبركات، فهذه أعظم المبرات وأجل الحسنات.
البحرة والبحيرة: بفتح الباء وسكون المهملة، والثاني بلفظ تصغير الأول.
ذكر هذين الاسمين ياقوت الحموي في المعجم الكبير.
والبحرة ايضا من اسماء المدينة، والبيحرة ايضا من أسمائها من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما عاد سعد بن عبادة مرضه فتوقف في مجلس فيه عبد اله بن أبي سلول، فلما غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم قال لا تغبروا علينا، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الله تعالى وقرأ القرآن فقال له عبد الله: أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجلسنت وارجع إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه، ثك ركب دابته حتى دخل سعد بن عبادة فقال أي سعد: ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ قال كذا، قال سعد اعف عنه واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه - يعني يملكوه يعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي اعطاكه شرق للذك فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
الجابرة والمجبورة: سميت جابرة من قولهم: جبر العظم المكسور جبرا وجبورا وجبارة كانها سميت جابرة، لأنها تجبر الكسير بأنسابها وتغنى الفقير بإحسانها، وإضعاف البركة في مدها وصاعها، إلى غير ذلك مما جبر الله به ...
صفحة ٦٤