61 ... وهذا من باب الاتساع والاختصار وحذف المضاف، والتقدير يأكل أهلها أموال القرى ويغلب أهلها بالإسلام ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيرها من المدن والقرى.
وفي إيثار صيغة المبالغة في التسمية إشعار بأن انتشار الإسلام وغلبة أهل المدينة واستيلاء الصحابة رضي الله عنهم على مدن الدنيا بفتحها وتسخيرها يكونسريعا ذريعا في يسيرة كتب عثمان إلى علي (1) رض يالله عنهما يوم الدار (2) في جملة الكتاب.
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلا فداركنى ولما امزق (3)
الايمان: ذكره في أسماء المدينة محتجين بقوله تعالى في الثناء على الأنصار (والذين تبوءوا الدار والإيمان يحبون من هاجر اليهم) سمى الله عز وجل المدينة الدار والإيمان قال الزمخشري في تفسير الآية الكريمة: فإن قلت ما معنى عطف الايمان على الدار ولا يقال تبؤوا الايمان قلت معناه تبوأوا الدار وأخلصوا الايمان: كقوله: (علفتها تبنا وماء باردا) وجعلوا الايمان مستقرا ومستوطنا لتمكنهم منه واستقامتهم عليه، كما جعلوا المدينة كذلك، وأراد دار الهجرة، ومكان ظهور الايمان.
وقال القاضي البيضاوي رحمه الله: سميت المدينة بالايمان لأنها مظهره ومصيره.
...
صفحة ٦١