53 ... فقالت تريثهم:
إخوتي لا تبعدوا بدار بلى واللات قد بعدوا
كل من يمشي بتربتها وارد الماء الذي وردوا
لو تثملتهم عشيرتهم لاصطناع المعروف أو ولدوا
هان من بعد التذكر وهان بعض الذي أخذوا (1)
ونزل بنو الشظية حين قدموا من الشام ميطان فلم يوافقهم، فنزلوا قريبا من جذمان فابتنوا هنالك أطما يقال له أطم (بني الشظية) ثم تحولوا ثم نزلوا براتج وكانت الآطام حصن البلاد وسحنها.
وفي الخديث خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير.
قالوا: ولبث الأوس والخزرج بالمدينة ما شاء الله، وكلمتهم واحدة، ثم وقعت بينهم حروب كثيرة لم يسمع في قوم أكثر منها، ولا أطول قيل: إنها بقيت مائة وعشرين سنة حتى جاء الإسلام أولها حرب سمير، ثم حرب كعب ابن عمرو، ثم حرب يوم السرارة - موضع بين بني بياضة والحماضة - ثم يوم درك، موضع أيضا، ثم يوم فارع، ويوم الربيع، ثم حرب حضير بن الأسلت، ثم حرب حاطب بن قيس، وكان آخر حروبهم (يوم بعاث) قبل الهجرة بخمس سنين على الأصح قتل فيه سراتهم، وقتل فيه حضير الكتائب والد أسيد بن حضير وهو قائدهم (يوم بعاث) ورئيسهم، وكانت الدبرة على الخزرج، وحفلت اليهود لتهدمن حصن ابن أبي، وكانت اخته تحت أبي عامر (2) الراهب ...
صفحة ٥٣