72

============================================================

الثاني : بأن باب التوبة مفتوح، وقد قال الله سبحانه وتعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}(1) ال وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"(2).

ثم أعاد معنى البيت بعبارة أخرى، وعلى أسلوب آخر تقوية للمعنى، وتأكيدا المقصود: تعالى عنه وعنابه - على ما ذكر الإمام الشعراني في طبقاته -قال: كان رضي الله عنه يقول: تراءى لي نور عظيم ملأ الأفق، ثم تدلى فيه صورة تناديني : يا عبد القادر! أنا ربك، وقد حللت لك المحرمات . فقلت: اخسأيا لعين، فاذا ذلك النور ظلام، وتلك الصورة دخان، ثم خاطبني: يا عبد القادر!، نجوت مني بعلمك بأمر ريك، وفقهك في أحوال منازلاتك، ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق. فقلت : لله الفضل .

فقيل له: كيف علمت أنه شيطان؟ . قال : بقوله : قد حللت لك المحرمات . انظر: طبقات الشعراني 109/1.

(1) سورة الزمر - الآية 53.

(2) مر تخريجه.

143

صفحة ٧٢