145

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

محقق

إسماعيل بن غازي مرحبا

الناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

الرياض وبيروت

تصانيف

التصوف
وهذا السهم يسدّدُه إبليس نحو القلب ولا يصادف جُنّة (^١) دونه، وليست الجُنة إلا غضّ الطرف أو التحيّز والانحراف عن جهة الرمي؛ فإنه إنما يَرمي هذا السهم عن قوس الصور، فإذا لم تقف على طريقها أخطأك السهم، وإن نصبت قلبك غرضًا فيوشك أن يقتله سهم من تلك السهام المسمومة. الثالث: تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام، فإن كل ما يشتهيه الطبع ففيما أحبه (^٢) اللَّه سبحانه غنية عنه، وهذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس؛ كما أرشد إليه النبي ﷺ (^٣). فالدواء الأول: يُشبه قطع العلف عن الدابة الجموح، وعن الكلب الضاري؛ لإضعاف قوتهما. والثاني: يُشبه تغييب اللحم عن الكلب والشعير عن البهيمة لئلا

= اللَّه له عبادة يجد حلاوتها في قلبه". وهو حديث ضعيف جدًّا. انظر: "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (١٠٦٤). وقريب من اللفظ الذي ذكره المؤلف هو ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣١٣ - ٣١٤)، عن حذيفة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة". وصححه الحاكم، إلا أن الذهبي تعقبه بتضعيفه. (^١) الجُنّة بالضم: ما واراك من السلاح واستترت به منه. "لسان العرب" (١٣/ ٩٤). (^٢) كذا في الأصول، ولعله: "أباحه". (^٣) وذلك في حديث جابر بن عبد اللَّه ﵄ أن النبي ﷺ قال: "إن المرأة تُقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرُدّ ما في نفسه". أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (١٤٠٣).

1 / 98