ومعنى هذه اللفظة، ليس هناك أعلى منه، وفعلًا ليس هناك أعلى من هذا الجبل في تلك المنطقة؛ إذ تصل أعلى قمة منه كاف عمار إلى ١٩٨٠ مترًا (١). وقد نسب إلى هذه البلدة كثير من العلماء. والذي تكاد تجمع عليه مصادر ترجمته أن أصله من ونشريس البلدة السابقة، وهو الذي تؤيده النسبة، خصوصًا وأنه صرح بها المؤلف في مقدمة كتابه الفائق (٢). وذهب البغدادي في هدية العارفين (٣) والناصري في الاستقصاء (٤) وكحالة في معجم المؤلفين (٥) إلى أنه تلمساني الأصل (٦)، وتلمسان بكسر التاء واللام ثم ميم ساكنة وسين مهملة وألف ونون، وبعضهم يقول تنمسان بالنون عوض اللام (٧).
مولده:
كتب الذين ترجموا للونشريسي عن مكان مولده، ولم يصرح به (٨) أحد -فيما أعلم- إلا المقري في أزهار الرياض وصاحب السلوة فإِنهما قالا: "الونشريسي المولد. إلخ" (٩)، أو إميل عمار فإنه قال: "ولد في تلمسان سنة إلخ" (١٠)، وقد تابعه الأستاذ حجي في مقدمة كتابه "ألف سنة من الوفيات" (١١) فقال: (ولد بتلمسان)، ثم رجع عن ذلك في مقدمة المعيار (١٢).
_________
(١) المصدر السابق د / صابر الجيلاني: الونشريسي مهد كفاح بعيد وقريب ص ٢٩ وانظر أيضًا أسنى المتاجر ص ١٣١ الحاشية الثانية.
(٢) سيأتي التعريف بهذا الكتاب عندما نتعرض لمؤلفاته.
(٣) جـ ١/ ١٣٨.
(٤) ٤/ ١٦٥.
(٥) ٢/ ٢٠٥.
(٦) وتبعهم محمد الزاهي في تحقيق فهرس بن غازي انظر ص ٢٨ حاشية رقم ٥.
(٧) معجم البلدان (ياقوت الحموي) ٢/ ٤٤، ٤٥.
(٨) بالنسبة للذين نسبوا أصله إلى تلمسان لا شك أنهم يعنون أنه ولد فيها.
(٩) أزهار الرياض للمقري ٣/ ٦٥، سلوة الأنفاس للكتاني ٢/ ١٥٣.
(١٠) E. AMAR: La Pierre de Touche (Archives marocaines) V. XII، page: VI.
(١١) محمد حجي ألف سنة من الوفيات ص ٤.
(١٢) وقال أنه ولد بجبال ونشريس. انظر مقدمة المعيار جـ ١ ص (أ).
1 / 23