العدة في أصول الفقه
محقق
د أحمد بن علي بن سير المباركي، الأستاذ المشارك في كلية الشريعة بالرياض - جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية
الناشر
بدون ناشر
رقم الإصدار
الثانية ١٤١٠ هـ
سنة النشر
١٩٩٠ م
تصانيف
حنبل يقول: العقل في الرأس، أما سمعت إلى قولهم: وافر الدماغ والعقل.
واحتج هذا القائل: بأن الرأس إذا ضرب زال العقل؛ ولأن الناس يقولون: "فلان خفيف الرأس، وخفيف الدماغ"، ويريدون به العقل.
وهذا غير صحيح؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ ١ وأراد به العقل، فدل على أن القلب محله؛ لأن العرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان مجاورًا له، أو كان بسبب منه.
واحتج أبو الحسن التميمي بقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ ٢ وقال تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ ٣.
واحتج أيضًا بما روي عن النبي ﷺ في حديث المدائني٤، أن النبي ﷺ قال: "والكبد رحمة، والقلب ملك، والقلب مسكن العقل"٥.
_________
١ "٣٧" سورة ق.
٢ "٤٦" سورة الحج.
٣ "١٧٩" سورة الأعراف.
٤ هو علي بن محمد أبو الحسن المدائني الأخباري. قال فيه ابن عدي: ليس بالقوي في الحديث. وثَّقَه ابن معين فيما نقل أحمد بن أبي خيثمة. روى عن جعفر بن هلال. وعنه الزبير بن بكَّار وأحمد بن زهير وغيرهما. ولد بالبصرة سنة: ١٣٥هـ، ومات ببغداد سنة: ٢٢٨هـ. على الراجح.
له ترجمة في: تاريخ بغداد "١٢/ ٥٤"، وميزان الاعتدال "٣/ ١٥٣"، وشيخ الإخباريين أبو الحسن المدائني للدكتور بدري محمد فهد "ص: ١٦" وما بعدها، والكتاب كله دراسة عنه.
٥ هذا الحديث ذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة "١/ ٩٥" بأطول مما هنا، غير أنه لم يذكر قوله: "والقلب مسكن العقل"، وهو حديث موضوع؛ لأن فيه عطية ضعيف وكان يدلس عن الكلبي بأبي سعيد، فيظن الخدري، راجع "المجروحين" "٢/ ١٧٦" لابن حبان. ثم عقب عليه السيوطي بعد ذلك، غير أنني لم أجد المدائني في السند.
1 / 90