العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار
الناشر
دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
أمته ﷺ حياء، واشترى بئر رُومةَ، وجعلها للمسلمين، وجهَّز جيشَ العُسْرَةِ، فدعا له رسول الله ﷺ بالمغفرة؛ ما أسرَّ وما أعلن، وما أبدى وما أخفى، وما هو كائن إلى يوم القيامة، وقال: "ما يُبَالِي عُثْمَانُ مَا عَمِلَ بَعدَهَا" (١)، وقال رسول الله ﷺ: "مَنْ يزيدُ في مَسْجِدِنَا؟! فاشترى عثمانُ موضعَ خمسِ سواريَ، فزاده في المسجد (٢).
وقال عليُّ بنُ أبي طالب ﵁: كان عثمانُ ﵁ أَوْصَلَنا للرَّحم، وكان مِنَ ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ الآية التي في المائدة [٩٣] (٣).
وزوَّجه الله سبحانه أمَّ كلثوم بنتَ رسول الله ﷺ بمثل صَداق رقيَّةَ، وعلى مثلِ صحبتها، وكان مِمَنْ تستحي منه ملائكةُ الرحمنِ، وشبهه رسول الله ﷺ بإبراهيم خليلِ الرَّحمن، وهو أحدُ المشهود لهم بالجنة (٤)، وأحد الَّذين كانوا معه ﷺ بحراءٍ، فانتفض، فقال ﷺ: "اثْبُتْ أُحُد؛ فَإِنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ" (٥)، وأحدُ الخلفاء الرَّاشدين، وأحدُ الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله ﷺ، وأحدُ الَّذين قاموا به في ركعةٍ واحدةٍ، وأحدُ صُوَّامِ الدَّهر وقُوَّامِ اللَّيل ﵁، وجمعَ النَّاسَ
_________
(١) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (١/ ٣٤٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ٦٥)، عن حذيفة ﵁ بهذا اللفظ.
(٢) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٥٩٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ١٩ - ٢٠).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٢٠٦٠)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٥٥)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٢٥٧٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ٤٦٥).
(٤) قوله: "وهو أحد المشهود لهم بالجنة، ساقطة من "ح".
(٥) رواه البخاري (٣٤٨٣)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب ﵁، من حديث أنس بن مالك ﵁. ورواه مسلم (٢٤١٧)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحة والزبير ﵄، من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 83