العدة في إعراب العمدة
محقق
مكتب الهدي لتحقيق التراث (أبو عبد الرحمن عادل بن سعد)
الناشر
دار الإمام البخاري
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
(بدون تاريخ)
مكان النشر
الدوحة
تصانيف
[ومنه] (١): "أما أنت منطلقًا انطلقت"، أي: "لأن كنت"، فحذف "كان"، وبقى اسمها منفصلًا (٢).
ويجوز أن تكون "هي" في الحديث زائدة للتأكيد، ولكن الأصل خلافه. (٣)
وأمَّا قولُه ﷺ في جوابها: "نعم إِذَا رأت الماء"، ولم يقل: "نعم إِذَا هي رأت الماء"؛ لأنّ السؤال يُناسبه البيان والتأكيد أكثر من الجواب؛ لأنّ الجواب مُرتّب عليه ومحال في بيانه عليه.
والرؤية يحتمل أن تكون عِلمية؛ فتتعدى إِلَى مفعولين، الثاني مُقدّر، أي: "إِذَا رأت الماءَ موجُودًا" أو غير ذلك (٤).
قال أَبُو حيّان: وحذفُ أحد مفعولي "رأى" وأخواتها عزيز (٥).
وقد قيل في قولِه تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٨٠]، أي: "البخل خيرًا لهم". وتُؤول على غير ذلك، فانظره في موضعه (٦).
وأمَّا حذفهما جميعًا: فجائزٌ [اقتصارًا] (٧). ومنه قولُه تعالى: ﴿أَعِنْدَهُ عِلْمُ
(١) غير واضحة بالأصل، والمثبت من (ب).
(٢) انظر: شرح المفصل (٢/ ٨٧، ٨٩، ٩٠)، وشرح التسهيل (١/ ٢١٦)، (٢/ ٢٠٩)، وحاشية الصبان (١/ ٢٢٤)، وأوضح المسالك (١/ ٢٥٧)، والكتاب (٣/ ٧، ١٤٩)، والجنى الداني (ص ٣٣٣)، ومغني اللبيب (ص / ٤١٠، ٨٢٨)، وهمع الهوامع (١/ ٤٤٤).
(٣) انظر: رياض الأفهام (١/ ٣٩٧).
(٤) انظر: إرشاد الساري (١/ ٣٣٤، ٣٣٥).
(٥) انظر: البحر المحيط (٣/ ٣٦٢).
(٦) انظر: إرشاد الساري (١/ ٣٣٥).
(٧) بالنسخ: "اختصارًا". والمثبت من المصادر.
1 / 245