العباب الزاخر

الصغاني ت. 650 هجري
82
وقال الليث: الحَدْسُ في السير: سُرعَةٌ ومُضِيٌّ على طريقَةٍ مَستَمِرَّة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان: حتى احتَضَرنا بعد سيرٍ حّدْسِ ... إمامَ رغسٍ في نِصابِ رَغْسِ وقال ابن دريد: حَدَسْت في سَبَلَةِ البعير: إذا وَجَأتَلَبَّتَه. والحَدسُ - أيضًا -: الذبح. وقال اللَّحياني: حَدَسْتُ الشاةَ حَدْسًَا: إذا أضجًعْتَها لِتَذْبَحَها، قال: ومنه المثل: حَدَسَ لهم بِمُطفِئَةِ الرَّضْفِ. ومعناه: ذبح لهم شاةٍ مهزولة تُطفئ النار ولا تنضَج، وقيل: تُطفئ الرَّضفَ من سِمَنِها. ويقال: حَدَسَ يَحدِسُ: إذا جادَ، والمعنى: جادَ لهم بكذا. ورَوى أبو زيد: حَدَسَهُم بمُطفِئةِ الرَّضْفِ. وقال القُتَبيُّ: ومما أودعته العرب من أسجاعها في طلوع نجمٍ نجمٍ من الدلائل على الحوادث قولهُم: إذا أمْسَتِ الثُّرَيّا قِمَّ الرأسِ ففي الدارِ فاخْنِسْ؛ وانْهَس. قولُه: " عُظَماهُنَّ فاحْدِسْ " أي تخيَّر عُظمى الإبل للنَّحر، وقولُهُم فاحْدِسْ هاهُنا مِنْ حَدَسْتُه أي تَوَهَّمْتُه؛ كأنّه يريد: تَخَيَّرْ بِوَهمِك عُظْماهُنَّ، ويجوز أن يكون الحَدْسُ هاهُنا الإضجاع والصَّرْع؛ أي التي هي عُظْماهُنَّ عَرْقِبْها حتّى تسقط إلى الأرض. وقال أبو زيد: حَدَسْتُ الناقة وحَدَسْتُ بالناقة - متعديًا وغير مُتعدٍّ - أحْدِسُها وأحْدِس بها: إذا أنَخْتَها. وقال ابنُ أرقَمَ الكوفي: حَدَسٌ - بالتحريك -: قومُ كانوا على عهد سليمان بن داود - صلوات الله عليهما -، وكانوا يَعنفون على البغال، فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغال خوفًا لما كانت لقِيَت منهم. وهذا يقوّي قول من قال حَدَسْ في زَجْرِ البغل؛ مكان عَدَس. وقال ابن دريد: بنو حَدَسٍ: بَطْنٌ عظيم من العرب. ووَكيع بن حُدْس - بضمّتين -: من التابعين، قال يَزيد بن هارون وأحمد بن محمد بن حنبل، وقال غيرهما: عُدُسٌ. وقال ابن السكَّيت: يقال بَلَغَت به الحِداس - بالكسر -: أي الغاية التي يُجرى إليها ويُعدى، ولا تَقُل الإداسَ. والمَحْدِسُ: المَطْلَبُ، قال: أُهدي ثناءً من بَعيدِ المَحْدِسِ وقال أبو زيد: تَحَدَّسْتُ الأخبار وعن الأخبارِ: إذا تَخَبَّرْتَ عنها وأرَدْتَ أنْ تَعْلَمَها من حيث لا يُعْلَمُ بك. والتَّركيب يدلُّ على الرمي والسُّرعة وما أشْبَهَهُما. حرس حَرَسْتُ الشيء أحرُسُه حَرْسًا وحِرَاسَة، والجمع: حَرَسٌ - بالتحريك - وأحْراسٌ وحُرّاسٌ، قال الله تعالى:) مُلِئتْ حَرَسًا شَدِيدًا وشُهُبا (، وقال امرؤ القيس: تجاوزْتُ أحْراسًا إليها ومعشرا ... عَلَيَّ حِراصًا لو يُشِرُّونَ مقتَلي والحَرَسُ - أيضًا -: حَرَسُ السلطان، وهم الحرّاس، الواحِد حَرَسِيُّ، ومنه قول الحجّاج: يا حَرَسِيُّ اضْرِبا عُنُقَه، لأنّه صارَ اسم جِنْسٍ فَنُسِبَ إليه، ولا تَقُل حارِسٌ إلاّ أن تَذْهَبَ به إلى معنى الحِراسَة دون الجنس. والحَرْس: الدَّهرُ، قال: في نِعمَةٍ عِشنا بِذاكَ حَرْسا ويُجمع على أحرُس، قال امرؤ القيس: لِمَن طَلَلٌ دائِرٌ آيُهُ ... تَقَادَمَ في سالِفِ الأحرُسِ والحَرَسان: جَبَلان، يقال لأحدِهما: حَرْسُ قَسًا؛ في بلاد بني عامر بن صعصعة، قال زهير بن أبي سُلمى: هُم ضًرَبوا عن فَرْجِها بِكتيبَةٍ ... كبيضاءِ حَرْسٍ في طوائِفِها الرَّجُلُ بيضاؤه: شِمراخٌ منه. وحَرَسَ الرّجُلُ يحرِسُ - بالكسر - حَرْسًا: إذا سَرَقَ، والمسروق: حَريسَة. وفي حديث النبي ﷺ: لا قَطْعَ في حَريْسَةِ الجبل، لأنه ليس بموضع حِرزٍ وإن حُرِسَ. وفي حديث آخر: أنّه سُئِلَ عن حَريسَةِ الجبل فقال: فيها غُرْمُ مِثْلِها وجَلَداتٌ نَكالا، فإذا آواها المُرَاحُ فَفِيها القَطْعُ. والحَرائسُ: جمع الحَريسة، قال: لنا حُلَمَاءُ لا يَسُبُّ غُلامُنا ... غَريبًا ولا يُؤوى إلينا الحَرائِسُ ويقال: حَرَسَني شاةً: أي سرقني. وحَرِيس: في نَسَبِ الأنصار. وقال أبو سعيد: سَمِعْتُ العرب تقول: فلان يأكل الحَرَسات، كما يُقال: يأكل السَّرِقات. والحَريسَة: جِدار من حِجارَةٍ يُعمَلُ للغَنَمِ. وحَرَسَةُ الجبل: لغةٌ في حَرِيْسَتِه.

1 / 82