نقد الصحابة والتابعين للتفسير

عبد السلام بن صالح الجار الله ت. غير معلوم
56

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

تصانيف

كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (١). ثم ضربه ثلاث ضربات، فقال الرجل: مرني بأمرك، فقال له: اذهب فامحه ولا تَقرأه ولا تُقرئه أحدًا من الناس، فلئن بلغني أنك قرأته، أو أقرأته أحدًا من الناس لأنهكنك عقوبة (٢). الثاني: قد يفهم بعض الصحابة من آية شيئًا غير مراد، فتشتد عليه ويغتم منها، فإذا أتى النبي ﷺ وبين له خطأ فهمه، وكشف له المعنى الصحيح للآية، زال همه، ومن أمثلته: ١ - عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «لما نزلت: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ (٣)، قلنا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟، قال: «ليس كما تقولون ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ بشرك، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: ﴿يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ (٤)» (٥).

(١) سورة يوسف الآيات (١ - ٣). (٢) ستأتي القصة في (ص ٧٥)، وانظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٧/ ٤١). (٣) سورة الأنعام من الآية (٨٢). (٤) سورة لقمان من الآية (١٣). (٥) أخرجه البخاري في مواضع عدة من صحيحه؛ منها كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ (٤/ ١١٢)، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان (١/ ١١٤) برقم (١٩٧).

1 / 56