184

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

تصانيف

ويبلغ التواضع للحق بأحدهم إلى أن يصوب من هو دونه، ويرجع عن قوله، فقد جاء رجل إلى ابن عمر ﵄ فقال: إني نذرت أن أنحر نفسي، فتجهمه ابن عمر وأفف منه، ثم أتى ابن عباس ﵄ فقال له: أهد مائة بدنة، ثم أتى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (١) ﵀، فقال له: أرأيت لو نذرت أن لا تكلم أباك أو أخاك؟ إنما هذه خطوة من خطوات الشيطان استغفر الله وتب إليه، ثم رجع إلى ابن عباس فأخبره، فقال: أصاب عبد الرحمن، ورجع ابن عباس عن قوله (٢).

(١) هو أبو محمد عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي المدني، ولد في حياة النبي ﷺ، من كبار التابعين، روى عن عمر وعثمان وعلي، وعنه ابنه أبو بكر وأبو قلابة وعكرمة، عينه عثمان لكتابة المصحف، توفي في خلافة معاوية.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ١)، وسير أعلام النبلاء (٣/ ٤٨٤)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٤٩٧).
(٢) المغني (١٣/ ٤٧٨).

1 / 184