82

معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات

الناشر

أضواء السلف،الرياض

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٩هـ/١٩٩٩م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده -عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص- اتفاقهما، ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلًا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص.
فقد سمى الله نفسه حيًّا فقال: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ ١.
وسمى بعض عباده حيًّا فقال: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ﴾ ٢.
وليس هذا الحي مثل هذا الحي.
لأن قوله: "الحي" اسم لله مختص به.
وقوله: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ اسم للحي المخلوق مختص به.
وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص، ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج، ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركًا بين المسميين.
وعند الاختصاص: يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق.
ولابد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته.
يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق.
وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه ﷾.
وكذلك سمى الله نفسه: ﴿عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ وسمى بعض عباده حليمًا ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾، يعني إسماعيل، وسمى آخر عليمًا، فقال: ﴿وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ يعني إسحاق، وليس العليم كالعليم، ولا الحليم كالحليم.

١ الآية ٢٥٥ من سورة البقرة
٢ الآية ١٩ من سورة الروم

1 / 95