التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٦،السنة ٣٤
سنة النشر
١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
ارتباط مباشر بالكتاب. قال أبو هلال العسكري "وإذا كان ما جمعته من العلم قليلًا وكان حفظًا كثرت المنفعة به، وإذا كان كثيرًا غير محفوظ قلت منفعته"١.
وأما من زعم من الناس أن الحفظ ليس له قيمة ولا أثر على الإبداع، وأنه يجعل من الإنسان كتابًا ناطقًا، فإنها دعوة باطلة غير صحيحة، ودليل ذلك أن السلف كانوا يهتمون بالحفظ اهتمامًا بليغًا حتى برز منهم مبرزون في الحفظ، فكان لهم قدم علم وفقه، مثل: الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وسعيد ابن المسيب وسليمان بن داود الطيالسي وأبي داود وسفيان الثوري وغيرهم٢.
وقد بين السلف أهمية الحفظ في كسب العلم، حيث تطالع ذلك في مصنفاتهم مثل كتاب الحث على الحفظ لابن الجوزي.
كما أنه لا بد أن يلازم الحفظ الفهم السليم الذي يولد الوعي وحُسن الإدراك عند المتلقي، ويرتقي بدرجة حفظه إلى ما يقود للإبداع المعرفي.
٩- الحوار والمناقشة:
إن للأسلوب الحواري في تصحيح المعلومات الخاطئة، والتصورات الباطلة أثرًا كبيرًا في تقبل صحيح المعلومات والتصورات، وإزالة الملابسات، والمتعلقات الذهنية الخاطئة، لأن فيه قرع الحجة بالحجة، وتفتيح الذهن، وفك ما غلق واستصعب من الفهم والإدراك.
١ أبو هلال العسكري، الحث على طلب العلم، ص ٧٤. ٢ انظر ما أشار إليه ابن الجوزي عن حفظ هؤلاء، في كتابه الحث على حفظ العلم، ص ٢٥-٦٧.
1 / 480