المبحث الثالث
موقف السمين الحلبي في الدر المصون من تفسير ابن عطية
أولًا: مكانة تفسير ابن عطية عند السمين الحلبي
اعتمد السمين الحلبي في كتابه (الدر المصون) على تفسير ابن عطية اعتمادًا كبيرًا.
وقد جعل الدكتور: أحمد الخراط (المحرر الوجيز) في المرتبة الثانية في المصادر التي نقل عنها السمين بعد تفسير أبي حيان (^١)، بينما رأى الدكتور: عيسى الدريبي أنه يحتل المرتبة الثالثة بعد تفسير (البحر المحيط) لأبي حيان و(الكشاف) للزمخشري في المصادر التي نقل عنها السمين (^٢)، وبعد التتبع والبحث الدقيق خلصتُ إلى أنّ تفسير ابن عطية يحتل المرتبة الثالثة في المصادر التي نقل عنها السمين (^٣).
ولا غرابة في ذلك؛ فإن تفسير ابن عطية أثّر كثيرًا في المفسرين من بعده، واعتمدوا عليه؛ لما تميّز به من تحرير للأقوال.
(^١) ينظر: مقدمة تحقيق الدر المصون (ص: ٧٧). (^٢) ينظر: منهج السمين الحلبي في التفسير في كتابه الدر المصون (ص: ١٧٦). (^٣) حيث تزيد المواضع التي نقل فيها عن الزمخشري عن المواضع التي نقل فيها عن ابن عطية بأكثر من ٢٠٠٠ موضع.
1 / 41