تصويبات في فهم بعض الآيات

صلاح الخالدي ت. 1443 هجري
129

تصويبات في فهم بعض الآيات

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

وقال عن أولئك الصالحين أيضًا: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. وقد حرَّف اليهود -كعادتهم في التحريف- معاني هذه الآيات، واعتبروها شاهدةً لنظرتهم العنصرية المتعالية، وزعموا للشعوب الأخرى أن القرآن الكريم يقرر تفضيل اليهود على العالمين، وأنهم -من ثَمَّ- شعب الله المختار، الذي سخَّر له كل الأقوام والشعوب الأخرى. وإذا جادلهم مسلمٌ، وأراد إبطال مزاعمهم وافتراءاتهم، واجهوه بهذه الآيات. وقد يُفحمون بهذه الآيات بعض المسلمين، الذين لا يعرفون معناها، ولا يفهمونها حق فهمها. بنو إسرائيل فضَّلهم الله على العالمين، نعم. هذه حقيقة لا ينكرها مسلمٌ مؤمن، لأنها وردت في صريح القرآن .. لكن أيُّ بني إسرائيل نالوا هذا التفضيل؟ وأيُّ العالمين الذين فضَّلهم الله عليهم؟ وما هي مظاهر هذا التفضيل وأسبابه؟ وما هو زمانه؟ وهل هو موقوت بزمانٍ معين، أو دائمٌ حتى قيام الساعة؟. عندما نعرف الإِجابة على هذه الأسئلة نعرف معنى تفضيلهم على العالمين. التفضيل ليس لبني إسرائيل كلهم، ليس لهم باعتبار الجنس، لأن لا محاباة عند الله، ولم يفضل الله قومًا باعتبار جنسهم وأصلهم، بل باعتبار أعمالهم وتقواهم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

1 / 132