تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية

محمد بن سعد الشويعر ت. 1442 هجري
54

تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

سنة ١٧١ هـ واجتمع له من أمر الإباضية وغيرهم مالم يجتمع مثله لزعيم إباضي قبله وكان فقيهًا عالمًا شجاعًا يباشر الحروب بنفسه وله مواقف كثيرة مذكورة واستمر إلى أن توفى وفي تاريخ وفاته خلاف والزركلي يرجح أن وفاته ١٩٠ هـ (١) . ومن هذه النبذة الصغيرة نستدل على أن هذه الفرقة قد رصد عنها أشياء كثيرة ليس من الفرنسيين وحدهم - بل من أبناء البلاد أيضًا منه جرى الاطلاع عليه وأكثره لم نطلع عليه. لأن عبد الوهاب الرستمي هذا قد جعل من تاهرت مركزًا فكريًا وفتح باب الجدل مع علماء السنة ثم الشيعة التي قامت دولتهم في نهاية القرن الثالث الهجري باسم الدولة الفاطمية حيث قضى عبد الله الشيعي في عام ٢٩٦ هـ على الرستمية (٢) . مما تتبلور عنه تفنيد معتقدات الرستميين التي تختلف مع ما يراه أهل السنة والجماعة وثبتت به الأحاديث الصحيحة. وهذا الحوار هو الذي تفتق عنه جذور عميقة عند علماء وفقهاء المغرب وحول هذه الفرقة ومعتقداتها. وقد استغل المستعمرون وأصحاب المصالح تلك الجذور في إذكاء العداوة بين أبناء المسلمين فيما بعد فألبسوا الثوب القديم بما فيه عيوب وما عليه من مثالب لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ ودعوته الإصلاحية السلفية كما ألبسوا هذا الثوب لكل دعوة تدعوا إلى نقاوة الإسلام والإقتداء بالمسيرة الأولى في تبليغ دين الله الحق منذ قام بها رسول

(١) - راجع الأعلام ج ٤ ص ٣٣٣ - ٤٣٣ ومن هامشه يتضح مراجعة لمن يرغب الإستزاده. (٢) - انظر البيان المغرب في أخبار الأندلس والمعرب ج ١ ص ١٩٧ وفيه سمي عبد الوهاب عبد الوارث.

1 / 62