المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة
الناشر
دار الحقيقة الكونية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
تصانيف
إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَتَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا»، فَفَعَلُوا، فَصَحُّوا» (١).
ووجه الاستدلال في قوله ﷺ: «إِنْ شِئْتُمْ» فهو دليل على الإباحة المطلقة، ولو كان التداوي مستحبًا، أو واجبًا لبينه ﷺ ولم يؤخره عن وقت الحاجة.
الدليل الثاني: حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: سألت عائشة عَنِ الرُّقْيَةِ مِنَ الْحُمَةِ (٢)، فَقَالَتْ: «رَخَّصَ رَسُولُ الله ﷺ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ» (٣).
ووجه الاستدلال: أن التداوي رخصة فيكون مباحًا.
المناقشة: نوقش الدليل الأول: بأنّ جملة «إِنْ شِئْتُمْ»: لا تدل على الإباحة؛ لأنّه قد ورد في رواية أخرى أن النبي ﷺ أمرهم أن يخرجوا إلى إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها (٤).
ونوقش الدليل الثاني: بأنّ كلمة رخص في مقابل المنع فقد كان النبي ﷺ نهى عن ذلك أولًا، ثم رخص فيها، وقد ثبت أنه رقى بنفسه ورُقي وحث على
_________
(١) رواه مسلم في الصحيح، كتاب القسامة، باب حكم المحاربين والمرتدين، رقم: ٦٧١.
(٢) والحُمَة: بضم الحاء وتخفيف الميم: سُمّ العقرب، أو سُمّ اللدغات عموما. انظر: ابن حجر، أحمد بن علي أبو الفضل العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق: محب الدين الخطيب (بيروت: دار المعرفة، د. ط، د. ت) ج ١٠، ص ١٥٦.
(٣) رواه البخاري، كتاب الطب، باب رقية الحية والعقرب، رقم: ٥٤٠٩.
(٤) هذه الرواية عند البخاري، كتاب الوضوء، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها، حديث رقم:٢٣١
1 / 63