فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها

د. غالب بن علي عواجي ت. غير معلوم
94

فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها

الناشر

المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

مكان النشر

جدة

تصانيف

يراد به الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان وأتباع التابعين من أهل القرون الثلاثة الوارد ذكرهم في الحديث ومن سلك سبيلهم من الخلف وهذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام ﵀ ومن قال بقوله ويظهر هذا في قوله: "مذهب أهل الحديث وهم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف" (١) إلى آخر كلامه ولفظة أهل الحديث الواردة في كلام شيخ الإسلام يقصد بها عامة من يتمسك بالسنة النبوية وليس المراد ما تعارف عليه الناس اليوم في التخصصات العلمية بدليل قوله في معرض ثنائه على أئمة الحديث: "وإذا كان الأمر كذلك فأعلم الناس بذلك أخصهم بالرسول وأعلمهم بأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته ومدخله ومخرجه وباطنه وظاهره وأعلمهم بأصحابه وسيرته وأيامه وأعظمهم بحثًا عن ذلك وعن نقلته وأعظمهم تدينًا به وإتباعًا له واقتداء به وهؤلاء هم أهل السنة والحديث حفظًا له ومعرفة بصحيحه وسقيمه وفقهًا فيه وفهمًا يؤتيه الله إياه في معانيه وإيمانًا وتصديقًا وطاعة وانقيادًا واقتداءًا وإتباعًا مع ما يقترن بذلك من قوة عقلهم وقياسهم ورأيًا وأصدق الناس رؤيًا وكشفًا". إلى أن يقول: "ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهرًا وباطنًا واتباعه باطنًا وظاهرًا وكذلك أهل القرآن وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث والبحث عنهما وعن معانيهما والعمل بما علموه من موجبها ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم" (٢) . وفي هذا البيان الطيب يتضح أن أهل الحديث هم الذين يعلمونه ويعملون به أما من علمه ولم يعمل به فإنه ليس منهم بل لا فرق بينه وبين أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم ممن برزت جهودهم في خدمة

(١) ج ٦ ص٣٥٥. (٢) الفتاوى ج٤ ص ٨٥- ٩٥.

1 / 103