فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها
الناشر
المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
مكان النشر
جدة
تصانيف
والتعادي ... وثمرة التعصب الاختلاف والفرقة والتباغض» (١) .
وليس هذا فحسب؛ بل إنه المستنقع الخصب لانتشار أوبئة البدع على اختلاف أنواعها، وما تؤدي إليه من تعظيم الآباء والمشايخ، وتقديم أفكارهم على النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ، معرضين عن قول الله ﷿: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ﴾ (٢) .
وقال تعالى حاكيًا عن حالهم وهم في النار: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا﴾ (٣) .
وهذه الطاعة الناشئة عن التعصب هي التي أخبر عنها الرسول ﷺ في حديث عدي بن حاتم ﵁ قال: «أتيت النبي ﷺ وفي عنقي صليب من ذهب فقال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة (٤) .
قال: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرموه» (٥) .
وإذا وصل الحال إلى هذا الحد فكيف تتفق الكلمة وكيف يحصل الاتحاد بين المسلمين وتنتهي الفرقة البغيضة.
_________
(١) مقدمة في أسباب اختلاف المسلمين وتفرقهم صـ٨٤ - ٨٥.
(٢) المائدة:١٠٤
(٣) الأحزاب:٦٧
(٤) سمعه يقرأ قول الله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ التوبة: من الآية٣١.
(٥) سنن الترمذي كتاب التفسير٥ / ٢٧٨.
1 / 73