فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها
الناشر
المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
مكان النشر
جدة
تصانيف
قال ابن حجر في معناه نقلًا عن أيوب: «إن ذلك بسبب قول علي في بيع أم الولد، وأنه كان يرى هو وعمر أنهن لا يبعن وأنه رجع عن ذلك فرأى بيعهن» قال عبيدة (١): فقلت له رأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلى من رأيك وحدك في الفرقة، فقال علي ما قال، قلت وقد وقعت في رواية حماد بن زيد أخرجها ابن المنذر عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم عنه، وعنده قال لي عبيدة: بعث إلى علي وإلى شريح فقال: «إني أبغض الاختلاف فاقضوا كما كنتم تقضون» ثم قال ابن حجر في شرح قول علي ﵁: «فإني أكره الاختلاف» أي الذي يؤدي إلى النزاع.
قال ابن التين: «يعني مخالفة أبي بكر وعمر، وقال غيره: المراد المخالفة التي تؤدي إلى النزاع والفتنة (٢)، وورد عن ابن مسعود ﵁ ما يفيد رجوعه عن خلافه خوفًا من قيام فتنة» (٣) .
وظل الخلاف في حياتهم لا يراد به إلا الوصول إلى الحق والتمسك به.
ثم جاء من بعدهم أشكال من الناس بعضهم كان منافقًا فأظهر الإسلام والموافقة، ثم عمل في الداخل على تضخيم الخلاف، وفتح ثغرة في مفاهيم المسلمين، وجادل بالتأويل والشبهات، وبعضهم استغل اختلاف الصحابة في بعض المسائل، واتخذ منه سبيلًا لتمزيق وحدة الأمة الإسلامية بتقليب الأدلة ومعارضة بعضها ببعض، وإذكاء التعصب، وزيادة حدة الخلاف ليحقق هدفه في الحقد على المسلمين (٤) .
_________
(١) راوي الحديث عن علي.
(٢) فتح الباري جـ ٧ صـ ٧٣.
(٣) انظر البداية والنهاية جـ ٧ صـ ٢١٨.
(٤) انظر مقالات الإسلاميين جـ ١ ص ٣٤ (تعليق محمد محي الدين) .
1 / 51