غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة

عبد الرحمن بن وهف القحطاني ت. 1422 هجري
108

غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة

محقق

د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الفصل الثاني: دخول المسجد الحرام، وتحطيم الأصنام المبحث الأول: دخول المسجد الحرام، وتحطيم الأصنام بعد إكمال السيطرة على مكة، والتقاء القادة بعامة جنودهم؛ حيث كان الرسول ﷺ معسكِرًا هناك، وقد تحرّكوا نحو المسجد الحرام، ووصلوا الحجون، ومن هناك توجّهوا صوب الكعبة لإنهاء الوجود الوثني، وبرؤية الرسول ﷺ الكعبة كبّروا عدة تكبيرات ارتجَّت لها مكة، ثم سكتوا بإشارة من الرسول الكريم (١) ﷺ.

(١) عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «دخل رسول الله ﷺ يوم الفتح، وحول الكعبة ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]. ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ [سبأ: ٤٩]. أخرجه البخاري، في المغازي، باب أين ركز النبي ﷺ الراية يوم الفتح، وفي المظالم، باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر، أو تخرق الزقاق، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾، ومسلم، برقم ١٧٨١ في الجهاد، باب إزالة الأصنام من حول الكعبة، والترمذي، برقم ٣١٣٧ في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل. شرح الغريب: * (نُصُب) النصب بضم الصاد وسكونها: الصنم، وجمعها أنصاب. [جامع الأصول، ٨/ ٣٧٧]. وعن جابر بن عبد الله ﵄ أن النبي ﷺ أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء، أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها النبي ﷺ حتى محيت كل صورة فيها، [أخرجه أبو داود، برقم ٤١٥٦ في اللباس، باب في الصور، وإسناده حسن]. قال في بذل المجهود: والظاهر أن ما أمره ﷺ عمر بن الخطاب كان مختصًّا بما نقش من الصور في الجدران، فأمره بمحوها، وأما الأصنام وذي الأجرام منها فبقيت فيها حتى دخل رسول الله ﷺ الكعبة، فأزالها بنفسه، كما ثبت أن رسول الله ﷺ دخلها وفيها ثلاثمائة وستون نصبًا، فيطعن فيها ويقول: جاء الحق، وزهق الباطل.

1 / 126