التنازع والتوازن في حياة المسلم
الناشر
مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
ثانيًا: التوازن بين طلب العلم وطلب ترقيق القلب:
وهذا من أهم المهمات، فقد حثّ عليه السلف كثيرًا وحذروا من تركه والتفريط فيه؛ لأن الشخص حال انشغاله في طلب العلم قد ينسى هذا الأمر المهم.
فهذا محمد بن عبادة المعافري يحدث أنه وصحبه كانوا عند أبي شريح المعافري (١) ﵀ «فكثرت المسائل فقال: قد دَرنت (٢) قلوبكم، فقوموا إلى خالد ابن حميد المَهْري (٣) استقلُّوا (٤) قلوبكم، وتعلموا هذه الرغائب والرقائق فإنّها تجدد العبادة، وتورث الزهادة، وتجرّ الصداقة، وأقلوا المسائل فإنها - في غير ما نزل - تقسي القلب، وتورث العداوة» (٥).
وقال شعبة (٦)
«إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم، فهل أنتم منتهون» (٧).
_________
(١) الإمام القدوة الربانيّ، أبو شريح المعافريّ الإسكندرانيّ. العابد المتأله الزاهد توفي سنة ١٦٧ وكان من أبناء السبعين رحمه الله تعالى. انظر «سير أعلام النبلاء»: ٧/ ١٨٢ - ١٨٤.
(٢) وَسخت.
(٣) الإسكندراني. لا بأس به. توفي سنة ١٦٧ رحمه الله تعالى. انظر «التقريب»: ١٨٧.
(٤) استبدلوا.
(٥) «نزهة الفضلاء»: ١/ ٥٧٩ - ٥٨٠.
(٦) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي- بالولاء-، أبو بسطام الواسطي ثم البصري، ثقة حافظ متقن، كان أمير المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة، وكان عابدًا، مات سنة ١٦٠. انظر «التقريب»: ٢٦٦.
(٧) «نزهة الفضلاء»: ١/ ٥٨١.
1 / 31