شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فيصير مجاب الدعوة لكرامته على ربه ﷿، وقد كان كثير من السلف الصالح معروفًا بإجابة الدعوة (١)، وفي الصحيحين أن الرُّبيِّع بنت النضر كسرت ثنية جارية، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، فطلبوا منهم العفو فأبوا، فقضى بينهم رسول اللَّه ﷺ: بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتُكسر ثنية الرُّبيِّع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فرضي القوم، وأخذوا الأرش، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبره» (٢)، وعن أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: «كم من ضعيف متضعَّف (٣) ذي طمرين لو أقسم على اللَّه لأبره منهم البراء بن مالك» (٤)، ولفظه عند الترمذي: «كم من أشعث أغبر ذي طمرين (٥) لا يُؤْبَهُ لهُ (٦) لو أقسم على اللَّه لأبرَّه، منهم البراء بن مالك» (٧)، وكان الحرب إذا اشتدت على المسلمين في الجهاد يقولون: يا براء، أقسم على ربك، فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم، فَيُهزم العدو، فلما كان يوم تُستر قال: أقسمت عليك
_________
(١) انظر: جامع العلوم والحكم، ٢/ ٣٤٨.
(٢) البخاري، برقم ٢٧٠٣، ومسلم، برقم ١٦٣٥ وغيرهما.
(٣) الذي يتضعفه الناس ويتجبرون عليه في الدنيا للفقر ورثاثة الحال.
(٤) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ٣/ ٢٩٢.
(٥) ذي طمرين: أي صاحب ثوبين خلقين.
(٦) لا يؤبه له: لا يُبالى به ولا يلتفت إليه.
(٧) الترمذي، ٥/ ٦٩٣، برقم ٣٨٥٤، وقال صحيح حسن، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ٢٣٩.
1 / 96