شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته ﷺ، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره فقال: يا رسول اللَّه، تهدم البناء، وغرق المال، فادع اللَّه لنا، فرفع يديه فقال: «اللَّهم حوالينا ولا علينا»، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهرًا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدَّث بالجود» (١).
ومن ذلك سؤال أبي هريرة ﵁ للنبي ﷺ أن يدعو لأمه بالهداية إلى الإسلام، فدعا لها ﷺ، فهداها اللَّه تعالى (٢).
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب ﵁ كان يطلب من العباس عم النبي ﷺ أن يدعو لهم اللَّه ﷿ أن يغيثهم، فيغيثهم سبحانه (٣).
ومن ذلك قول النبي ﷺ لعمر ﵁: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على اللَّه لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» (٤).
_________
(١) أخرجه البخاري، ١/ ٢٢٤، برقم ٩٣٣، ومسلم، ٢/ ٦١٢، برقم ٨٩٧.
(٢) مسلم، ٤/ ١٩٣٩، برقم ٢٤٩١، ويأتي تخريجه.
(٣) انظر: البخاري مع الفتح، ٢/ ٤٩٤ كتاب الاستسقاء باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، حديث رقم ١٠٠٨.
(٤) أخرجه مسلم ٤/ ١٩٦٨، برقم ٢٥٤٢.
1 / 44