4

ذم قسوة القلب

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

تصانيف

وأمَّا أسبابُ القسوة فكثيرة: منها: كثرةُ الكلام بغير ذكر الله؛ كما في حديث ابن عمر السابق. ومنها: نقض العهد مع الله تعالى - قال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ (١). قال ابنُ عقيل يومًا في وعظه: يا من يجد من قلبه قسوة، احذر أنْ تكون نقضت عهدًا؛ فإنَّ الله يقول: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ﴾ الآية (١). ومنها: كثرةُ الضَّحك؛ ففي الترمذي (٢)، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لًا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ» وقال: روي عن الحسن قوله. وخرج ابنُ ماجه (٣)، من طريق أبي رجاء الجَزَري، عن برد بن سِنان، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».

(١) المائدة: ١٣. (٢) أخرجه الترمذي برقم [٢٣٠٥]، وأحمد في "مسنده" (٢/ ٣١٠)، وأبو يعلى في "مسنده" برقم [٦٢٤٠]، والطبراني في "الأوسط" برقم [٧٠٥٤]، والبيهقي في "الشعب" برقم [٩٥٤٣]، [١١١٢٨]، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٢٩٥) كلهم من طريق جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن به مطولًا. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سلمان، والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، هكذا رُوِي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وروى أبو عبيدة الناجي عن الحسن هذا الحديث قوله، ولم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ. وقال أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٢٩٥): غريب من حديث الحسن، تفرد به جعفر عن أبي طارق. وقال العجلوني في "كشف الخفا" (١/ ٤٤): رواه أحمد والترمذي بسند ضعيف. (٣) برقم (٤٢١٧) من طريق مكحول عن واثلة به مطولًا. وذكر الدارقطني في "العلل" (٧/ ٢٦٣ - ٢٦٥) برقم [١٣٣٩] الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: والحديث غير ثابت.

1 / 261