التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ت. 1450 هجري
77

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

الناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

تصانيف

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ الموقف يوم القيامة، واشتد الكرب، واشتد الزحام، ودنت الشمس من الرؤوس، وحصل الكرب العظيم، أهل المحشر يريدون من يشفع لهم لفصل القضاء بينهم وصرفهم من هذا الموقف: إما إلى جنة وإما إلى نار؛ فيذهبون إلى آدم ﵇ فيعتذر لهيبة المقام وجلالته، ثم يذهبون إلى نوح ﵇ أول الرسل فيعتذر، ثم يذهبون إلى موسى كليم الله فيعتذر، ثم يذهبون إلى عيسى ﵇ فيعتذر أيضًا، ثم يذهبون إلى محمد ﷺ فيقول: "أنا لها، أنا لها" ثم يأتي فيخر ساجدًا بين يدي الله ﷿، ويحمده ويثني عليه ويدعوه حتى يقال له: "ارفع رأسك، وسل تُعطه، واشفع تشفع" (١) بعد الدعاء والاستئذان، لا يشفع مباشرة، بل يسجد ويدعو ويثني على الله ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته، ثم يؤذن له بالشفاعة، ثم يشفع للفصل بين الخلائق فيقبل الله شفاعته، ويأتي ﷾ لفصل القضاء بين عباده، قال سبحانه: (كلا إذا دكت الأرض دكًا دكًا* وجاء ربك والملك صفًا صفًا) [الفجر: ٢١، ٢٢] وقال سبحانه: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر) [البقرة: ٢١٠] .

(١) أخرجه البخاري رقم (٣٣٤٠، ٤٧١٢)، ٧٥١٠) ومسلم رقم (١٩٣، ١٩٤) .

1 / 99