التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
تصانيف
كان، وما لم يشأ لم يكن:
ــ
مستقل بأفعاله وإرادته ومشيئته، هذا مذهب القدرية من المعتزلة وغيرهم. والجبرية يقولون: العبد ليس له مشيئة، وإنما المشيئة لله فقط، والعبد يتحرك بدون اختياره ولا إرادته، مثل ما تحرك الآلة. فطائفة غلت في إثبات مشيئة الله وطائفة غلت في إثبات مشيئة العبد.
وأما أهل السنة والجماعة: فأثبتوا المشيئتين، وجعلوا مشيئة العبد مربوطة بمشيئة الله، أخذًا من الآيتين السابقتين فقوله: (وما تشاءون) فيه إثبات مشيئة العباد، وقوله: (إلا أن يشاء الله) فيه إثبات مشيئة الله ﷿، وفي الآية أن مشيئة العبد ليست مستقلة، وإنما هي مربوطة بمشيئة الله؛ لأنه خلق من خلق الله، خلقه وخلق مشيئته وخلق إرادته، ولهذا لما قال بعض الناس للنبي ﷺ: ما شاء الله وشئت، قال ﵊: "أجعلتني لله ندًا؟ " أي: شريكًا في المشيئة "قل: ماشاء الله وحده" (١) . ولما بلغ النبي ﷺ أن
_________
(١) أخرجه أحمد ١/٢١٤، ٢٢٤، ٢٨٣، ٣٤٧، والبخاري في الأدب المفرد رقم (٧٨٣) وابن ماجه رقم (٢١١٧) والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم (٩٨٨) .
1 / 51