التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
تصانيف
ولا ننزع يدًا من طاعتهم:
ــ
أما مذهب أهل الضلال وأهل الجهل، فيرون هذا من المداهنة والتزلف، ولا يدعون لهم، بل يدعون عليهم.
والغيرة ليست في الدعاء عليهم، فإن كنت تريد الخير؛ فادعُ لهم بالصلاح والخير، فالله قادر على هدايتهم وردهم إلى الحق، فأنت هل يئست من هدايتهم؟ هذا قنوط من رحمة الله، وأيضًا الدعاء لهم من النصيحة، كما قال ﵊: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الذين النصيحة" قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" (١) . فهذا أصل عظيم يجب التنبه له، وبخاصة في هذه الأزمنة.
(ولا ننزع يدًا من طاعتهم) هذا تأكيد لما سبق، حتى ولو حصل منهم ظلم وجور ومعاصٍ وكبائر دون الشرك، فإننا لا ننزع يدًا من طاعتهم، ولا نخرج عليهم ولا نعصيهم (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [النساء: ٥٩] بل نجاهد معهم، ونشهد الجمع والجماعات والأعياد معهم؛ من أجل اجتماع كلمة المسلمين.
(١) أخرجه مسلم (رقم٥٥) وأخرجه البخاري تعليقًا في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه سلم: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
1 / 173