التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
تصانيف
لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام:
ولا يشبه الأنام:
حي لا يموت:
ــ
الأعمال الصالحة، والجزاء على الأعمال السيئة، له الحكمة في ذلك ﷾، لم يخلق ذلك عبثًا.
فالله ﷾ لا يُحاط به، فالله أعظم من كل شيء ﷾ (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا) [طه: ١١٠]، فالله سبحانه يُعلم ولكن لا يُحاط به، فالله أعظم من كل شيء، فلا يتخيله الفكر، ولا يجوز لإنسان أن يقول في الله إلا ما قاله سبحانه عن نفسه، أو قاله عنه رسوله ﵊.
هذه مثل العبارة التي مضت، ولا شيء مثله، والأنام معناه: الخلق، فالله ﷾ منزه عن مشابهة الخلق: (ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير) [الشورى: ١١]، (ولم يكن له كفوًا أحدًا) [الإخلاص: ٤] فهو سبحانه منزه عن مشابهة خلقه، وإن كان له أسماء وصفات تشترك مع أسماء وصفات الخلق في اللفظ والمعنى، لكن في الحقيقة والكيفية لا تشابه بينهما.
حياته كاملة لا يعتريها نقص ولا نوم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) [البقرة: ٢٥٥]، (وتوكل على الحي الذي لا يموت) [الفرقان: ٥٨] فنفي عن نفسه السِّنة، وهي النوم الخفيف والنوم
1 / 37