التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
تصانيف
نزل به الروح الأمين، فعلّمه سيد المرسلين محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
ــ
وبلغه محمد ﵊ إلى أمته، وبلغته أمته كل جيل إلى الجيل الذي بعده، نحن نكتبه ونقرؤه ونحفظه، وهو بذلك كلام الله ما هو بكلامنا، ولا كلام النبي ﷺ، ولا كلام جبريل ﵇.
الروح الأمين هو جبريل، وسمي بهذا لأنه مؤتمن لا يغير ولا يبدل؛ مؤتمن على ما حمله الله، لا يتهم بالخيانة كما تقوله اليهود يقولون: جبريل عدونا. أو كما يقوله غلاة الشيعة: إن الرسالة لعلي ولكن جبريل خان وبلغها إلى محمد ﷺ. فهذا تكذيب لله؛ لأن الله سماه أمينًا.
فأنزل الله في اليهود: (من كان عدوًا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقًا لما بين يديه) [البقرة: ٩٧]، ثم قال: (من كان عدوًا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) [البقرة: ٩٨] .
من عادى جبريل، أو ملكًا من الملائكة، فإن الله عدوه وكذا من عادى رسولًا من الرسل، فهو كافر، ومن عادى وليًا من أولياء الله فإنه مبارز الله بالمحاربة، كما صح في الحديث (١)، فجبريل علّمه
(١) فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه.....". ...أخرجه البخاري رقم (٦٥٠٢) .
1 / 136