التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
تصانيف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ملقاة في أرض فلاة، كما جاء في الحديث، فلو ألقيت حلقة في أرض واسعة فما نسبتها إلى هذه الفلاة؟ لا شيء.
هذه مخلوقات عظيمة وواسعة لا يعلمها إلا الله ﷾.
فالعرش أعلى المخلوقات، والله سبحانه عالٍ فوق عرشه فوق مخلوقاته.
والكرسي تحت العرش، وجاء في الأثر أنه موضع القدمين، فالكرسي مخلوق، وليس المقصود به العلم، كما نسب ذلك لابن عباس ﵁، أنه قال في قوله: (وسع كرسيه) أي: علمه، أي: وسع علمه السماوات والأرض. المعنى صحيح، ولكن ليس هذا المقصود من الآية، فالكرسي مخلوق، والعلم صفة من صفات الله ﷿ ليست من مخلوقاته، فيجب الإيمان بالعرش وبالكرسي، هذا حق على حقيقته، وليس العرش كما يقوله الأشاعرة -ومن نحا نحوهم- إن العرش هو الملك، فيقولون في قوله تعالى: (استوى على العرش) [الأعراف: ٥٤]، أي: استولى على الملك، وهذا ضلال، فالعرش مخلوق: (وكان عرشه على الماء) [هود: ٧]، فالعرش تحته الكرسي، والكرسي تحته السماوات، والأرض تحت السموات. في الحديث: "فإذا سألتم
1 / 124