جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
قال: (قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم. وما في هذه الصحيفة، قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير. ولا يقتل مسلم بكافر) «١».
وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت- ولا سيما عليا ﵁ أشياء من الوحي خصهم النبي ﷺ بها لم يطلع غيرهم عليها، وهذا ما تؤيده الرواية الأخرى في صحيح البخاري في موضع آخر من طريق إبراهيم التيمي عن أبيه قال: (خطب علي على منبر من آجر وعليه سيف فيه صحيفة معلقة، فقال: ثم والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلا كتاب الله. وما في هذه الصحيفة. فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل و...
الحديث) «٢». وأما جواب ابن عباس وابن الحنفية ﵃، فإنما أرادا من القرآن الذي يتلى، أو أرادا ما يتعلق بالإمامة، أي لم يترك شيئا يتعلق بأحكام الإمامة إلا ما هو بأيدي الناس «٣».
سابعا:
قال الدير عاقولي «٤» في فوائده: حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن
- ولم يبلغ الحلم، له خمس وأربعون حديثا. اتفق البخاري ومسلم على حديثين، وكان من كبار أصحاب علي ﵁ وخواصه. ينظر: الخلاصة: ٤١٨. (١) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم، رقم (١١١): ١/ ٥٣. (٢) صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع بالعلم والغلو في الدين والبدع، رقم (٦٨٧٠): ٦/ ٢٦٦٢. (٣) فتح الباري: ٩/ ٨٠. (٤) الدير عاقولي: هو عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران أبو يحيى الدير عاقولي البغدادي الإمام الحجة (ت ٢٧٨ هـ). ينظر: سير أعلام النبلاء: ١٣/ ٣٣٦؛ وطبقات الحفاظ للسيوطي: ٢٧٢.
1 / 98