جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
المبحث الثاني جمعه في السطور
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أدوات الكتابة
لقد ظل الاهتمام بحفظ القرآن الكريم في عهد الرسول ﷺ مرافقا ومسايرا الاهتمام بكتابته، فكان رسول الله ﷺ يقرؤه على صحابته، ويقرءونه فيما بينهم، وكان ﵊ يأمر بكتابة ما ينزل عليه من القرآن فور نزوله حتى تظاهر الكتابة في السطور، جمع القرآن في الصدور.
والأخبار عن النبي ﷺ بالأمر بكتابته والترغيب فيها كثيرة، منها: أنه ﷺ قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ..) «١»، نفهم من هذا الحديث أن النبي ﷺ أجاز كتابة القرآن، بل أمر بها، ولكن قد لا تتوافر لديهم وقت النزول تلك المادة المطلوبة للكتابة، ولهذا تنوعت أدوات الكتابة في زمن النبي ﷺ «٢»، وهذا يدل على مدى المشقة التي كان يتحملها الصحابة ﵃ في كتابة القرآن، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب أنه قال: لما نزلت: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «٣»، قال
_________
(١) صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم، حديث رقم (٣٠٠٤): ٤/ ٢٢٩٨؛ وينظر: نكت الانتصار لنقل القرآن للباقلاني:
٣٥٥.
(٢) ينظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي: ١/ ٢٣٣؛ والإتقان للسيوطي: ١/ ١٢٦؛ وتاريخ القرآن للزنجاني: ٤٤؛ وعلوم القرآن والتفسير: ١٢؛ ومباحث في علوم القرآن، لمناع: ١٢٣؛ وموجز البيان في مباحث القرآن للشيخ كمال الدين الطائي:
٤٧.
(٣) سورة النساء، الآية (٩٥).
1 / 32