215

جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

وثلاثون سنة «١».
الحكم على الرواية:
رجالها ثقات سوى الرجل المبهم الذي روى عنه علقمة بن مرثد، فالرواية إذن إسنادها ضعيف، إذ قال أبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر: (عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة)، إلا أن يعقوب بن إسحاق الحضرمي «٢» انفرد بقوله: (عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة) «٣»، ولم يذكر الرجل المبهم، ورواية الثلاثة أرجح- فيما يظهر لي والله أعلم- لأن شعبة بن الحجاج صرح في رواية أخرى: (... قال شعبة، عمن سمع سويد بن غفلة ...) «٤»، فالإسناد فيه رجل لم يسمّ.
ولقد بينا في المبحث الأول أن الصحابة ﵃ قد وافقوا سيدنا عثمان في حرقه للمصاحف ولم ينكر أحد منهم، وإنما نقم عليه ذلك الرهط الذين تمالئوا عليه وقتلوه- قاتلهم الله- وذلك في جملة ما أنكروا مما لا أصل له، وأما سادات المسلمين من الصحابة ومن نشأ في عصرهم ذلك من التابعين فكلهم وافقوه «٥».

(١) تهذيب الكمال: ١٢/ ٢٦٥؛ وتهذيب التهذيب: ٤/ ٢٧٨؛ والجرح والتعديل: ٤/ ٢٣٤؛ والثقات لابن حبان: ٤/ ٣٢١؛ والكاشف للذهبي: ١/ ٤٧٣؛ وتقريب التهذيب: ١/ ٢٦٠.
(٢) يعقوب بن إسحاق الحضرمي روى عن شعبة، وروى عنه سهيل بن صالح، قال أحمد بن حنبل، وأبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر:
صدوق، مات سنة خمس ومائتين، ينظر: تهذيب الكمال: ٣٢؛ ٣١٤؛ وتقريب التهذيب: ١/ ٦٠٧.
(٣) كتاب المصاحف: ١/ ١٨٦.
(٤) كتاب المصاحف: ١/ ٢١٤ - ٢١٥.
(٥) فضائل القرآن لابن كثير: ٢٢.

1 / 224