207

جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

حفصة أم المؤمنين أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه أبو بكر الصديق ﵁، وليكتب ذلك في مصحف واحد، ثم يرد تلك الصحف إلى حفصة ﵂.
والصحف هي: الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر، وكانت سورا مفرقة، كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفا «١».
قوله: (فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصحف)، فجلس هؤلاء النفر يكتبون بالقرآن نسخا. وفي رواية أخرى من طريق محمد بن سيرين: (جمع عثمان اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، منهم أبي بن كعب ...) «٢»، وإذا اختلفوا في موضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان ﵁ مثلما اختلفوا في (التابوت) أيكتبوه بالتاء أو الهاء؟ فكتبوه بالتاء بعد أن رجعوا إلى عثمان ﵁، قال: اكتبوه بلغة قريش «٣».
وقد بينا في المبحث الأول من هذا الفصل عدد المصاحف التي أرسلها سيدنا عثمان ﵁ إلى الآفاق، وأمره ﵁ بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
ثانيا:
حدّثنا موسى بن إسماعيل. حدّثنا إبراهيم بن سعد. حدّثنا ابن شهاب:
أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: أنّه سمع زيد بن ثابت ﵁ يقول: (فقدت

(١) ينظر: مناهل العرفان: ١/ ٢٥٥.
(٢) فتح الباري: ٩/ ٢٢.
(٣) كتاب المصاحف: ١/ ٢٢١؛ وسيأتي دراسة هذه الرواية وبيان إسنادها في هذا المبحث.

1 / 216