التعليقات السنية على العقيدة الواسطية ١
محقق
عبد الإله بن عثمان الشَّايع
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
تصانيف
وقال ابن كثير: وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ أي لا أحد أصدق منه في حديث وخبره، ووعده ووعيده، فلا إله إلا هو، ولا ربَّ سواه.
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا﴾، قال ابن جرير يقول: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ﴾
﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ١١٦] . ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا
..........................................................................
وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: ١١٥] .
أيها الناس، ﴿مِنَ اللَّهِ قِيلا﴾ أي لا أحد أصدق منه قيلًا، فكيف تتركون العمل بما وعدكم على العمل به ربكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، وتكفرون به، وتخافون أمره، وأنتم تعلمون أنه لا أحد أصدق منه قيلًا، وتعملون بما يأمركم به الشيطان رجاء لإدراك ما يعدكم من عداته الكاذبة وأمانيه الباطلة، وقد علمتم أن عِداتِه غرور لا صحة لها، ولا حقيقة، وتتحذونه وليًا من دون الله، وتتركون أن تطيعوا الله فيما يأمركم به وينهاكم عنه، فتكونوا له أولياء، ومعنى القيل والقول واحد.
وقال ابن كثير: " ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا﴾ أي: لا أحد أصدق منه قولًا أي خبرًا، لا إله إلا هو، ولا رب سواه، وكان النبي ﷺ يقول في خطبته: " إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ".
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾ ...، قال ابن جرير: يقول
1 / 82