التعليقات السنية على العقيدة الواسطية ١
محقق
عبد الإله بن عثمان الشَّايع
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
تصانيف
قوله تعالى ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ألم يعلم أبوجهل إذ ينهى محمدًا عن عبادة ربه والصلاة له، بأنَّ الله يراه، فيخاف سطوتَه وعقابَه.
وقال ابن كثير: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ أي: أمَا علِمَ هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه، وسيجازيه على فعله أتمًَّ الجزاء.
قوله تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، قال ابن جرير: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ إلى صلاتك، ويرى ﴿تَقَلُّبَكَ﴾ في المؤتمين بك فيها بين قيام وركوع وسجود وجلوس ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ تلاوتك يا محمد، وذكرك في صلاتك ما تتلو وتذكر، ﴿الْعَلِيمُ﴾ بما تعمل فيها ويعمل فيها من يتقلب فيها معك، مُؤتَمًا بك، يقول: فرتِّل فيها القرآن، وأقم حدودها فإنك بمرأى من ربك ومسمع.
﴿وَقُل اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥] . وَقَوْلُهُ: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال﴾ [الرعد: ١٣]، وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ٥٤]،
قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ ﴿وَقُلْ﴾ يا محمد لهؤلاء الذين اعترفوا لك بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معك، ﴿اعْمَلُوا﴾ بما يرضيه من طاعته وأداء فرائضه، ﴿فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾ يقول: فسيرى اللهُ إن عملتم عملكم، ويراه رسوله ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ في الدنيا ﴿وَسَتُرَدُّونَ﴾ يوم القيامة إلى من يعلم سرائركم وعلانيتكم فلا يخفى عليه شيء من باطن
1 / 49