التعليقات السنية على العقيدة الواسطية ١
محقق
عبد الإله بن عثمان الشَّايع
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
تصانيف
َ رَبُّكَ﴾ يعني: لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق - صلوات الله وسلامه عليه - فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفِّعه الله تعالى في ذلك -وهي أول الشفاعات-، وهي المقام المحمود، فيجيء الرب ﵎ لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفًا صفوفًا.
قوله تعالى ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلا﴾ قال ابن جرير: وتأويل الكلام: ويوم تشقق السماء عن الغمام، وقيل أن ذلك غمام أبيض مثل الغمام الذي ظُلِّل على بني إسرائيل، ثم ذكر عن مجاهد قوله: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ قال: هو الذي قال: ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾، الذي يأتي الله فيه يوم القيامة، ولم يكن قط إلا لبني إسرائيل. قال ابن جريج: الغمام الذي يأتي الله فيه
.........................................................................
غمامٌ زعموا في الجنة. وذكر بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله حين يهبط، بينه وبين خلقه سبعون [ألف] حجاب منها النور والظلمة والماء، فيضرب الماء في تلك صوتًا تنخلع له القلوب.
وعن عكرمة في قوله: ﴿يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ﴾ يقول: والملائكة حوله. وعن ابن عباس قال: إن هذه السماء إذا انشقت نزل منها من الملائكة أكثر من الجن والإنس، وهو يوم التلاق، يوم يلتقي أهل السماء وأهل
1 / 42