فالمصدر هو الأصل، فالله مشتق من مصدر، من الإلهية أو الألوهية، وإذا قلنا: إنه مشتق وله أصل قلنا: بأن الألوهية والإلهية متقدمة على ما اشتق منه، كما هو الشأن في المصادر وما اشتق منها، فالأصل متقدم على فرعه، وبهذا يمنع كونه مشتقًا، لكن الذين قالوا: بأنه مشتق يقولون: هذا الميزان في لغة العرب، أما كونه متقدم أو متأخر فهذه مسألة أخرى، لكن ميزانه في لغة العرب من المشتقات، وهو مشتق من كذا باعتبار الوزن العربي، ولا يلزم عليه أن يكون مصدره متقدمًا عليه، إذا قلنا: ضرب زيد عمرًا، هل نقول: إن ضَرَبَ قبل الضرب أو بعده؟ بعد الضرب، إنما يعبر بالفعل بعد المصدر، فعلى هذا منعوا كونه مشتقًا، فقالوا: إن المشتق له أصل والأصل متقدم على غيره، والله ﷾ لم يتقدمه شيء، والذين قالوا: بأنه مشتق أبدوا أكثر من وجه للاشتقاق، وقالوا: إن المقصود من كونه مشتقًا أن هذا ميزانه في لغة العرب، وأما كونه سابق أو مسبوق فهذه مسألة أخرى.
قولهم: الاسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما تقول: هو الله الذي لا إله إلا هو ..، يعني جميع الأسماء تأتي تابعة له، وجاء في الحديث الصحيح: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا» لله، جعله هو الأصل والأسماء تابعة له، ماذا عن قوله ﷾: ﴿صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللهِ﴾ [(١ - ٢) سورة إبراهيم] في أول سورة إبراهيم، ﴿صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللهِ﴾ [(١ - ٢) سورة إبراهيم] هم يقولون: يأتي متبوع، ولا يأتي تابع؟ ها؟
طالب:. . . . . . . . .
عطف بيان، وأما قوله: ﴿صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللهِ﴾ على قراءة الجر، فجعل ذلك الرازي من باب عطف البيان، وليس من باب النعت، هم يمنعون أن يكون لفظ الجلالة تابع، بل يقولون: إنه دائمًا متبوع، وهذا لفظ ابن القيم ﵀، عطف البيان ليس من التوابع؟ حتى على كلام الرازي؟ إذا قلنا: بدل أو بيان أو نعت كلها توابع، ما جاء بجديد، فكونه يقول: عطف بيان، عطف البيان تابع، وش الفرق؟ هم يمنعون أن يكون لفظ الجلالة تابع، وإنما يكون متبوع، سواء قلنا: نعت أو بدل أو بيان كلها توابع.
2 / 7