شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
67

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

الناشر

دار المحدث للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

«ركب حتى أتى» . وقوله: «حتى أسفر جدا» يعني إسفارًا بالغًا ليس مجرد إسفار بل انتشر السفر وبان وظهر. وقوله: «فدفع قبل أن تطلع الشمس» أي لم ينتظر طلوع الشمس فسار من مزدلفة ليخالف المشركين لأن المشركين كانوا ينتظرون في مزدلفة إلى أن تطلع الشمس وكانوا يقولون: «أَشْرِقْ ثَبِيْر كيما نُغير» أيْ: كي نغير وندفع فخالفهم النبي ﷺ في الدفعين الدفع من عرفة والدفع من مزدلفة فمن عرفة دفع بعد الغروب ومن مزدلفة دفع قبل الشروق. وقوله: «وأردف الفضل بن عباس» وذلك حين دفع من مزدلفة إلى منى يوم العيد والنبي ﷺ أردف في دفعه من عرفة إلى مزدلفة أسامة بن زيد ﵄ وأردف في دفعه من مزدلفة إلى منى الفضل بن عباس ﵄ وهؤلاء ليسوا من كبار القوم فأسامة ابن مولى رسول الله ﷺ زيد بن حارثة فلم يختر النبي ﷺ أشراف القوم ووجهاءهم ليردفهم على ناقته بل اختار من صغار القوم في السن واختار المولى يردفه من عرفة إلى مزدلفة لأن الرسول ﷺ لا يعتني بمظاهر التعظيم ولا تهمه بل كان من عادته ﵊ أن يكون في أخريات القوم يتفقدهم وينظر من يحتاج إلى أمر. وقصة جابر في جمله واضحة فإن جابر بن

1 / 71