شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
53

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

الناشر

دار المحدث للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وقوله: «ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه» هذا من حق الزوج على زوجته أن لا توطئ فراشه أحدًا يكرهه. والمراد بالفراش ما هو أعم من فراش النوم فيدخل في ذلك فراش البيت ويدخل في ذلك أيضًا ما كان وسيلة إليه كإدخال أحد بيت زوجها وهو يكرهه سواء كان من أقاربها أو من الأباعد فلا يحل للمرأة أن تدخل أحدًا بيت زوجها وهو لا يرضى بذلك. وقوله: «فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح» يعني إذا أدخلن في بيوتكم من تكرهونه فاضربوهن. وهنا قال ﷺ اضربوهن وفي القرآن الكريم يقول الله ﵎:) وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ «١) والفرق بينهما أن الآية قال الله فيها) وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ (وأما هذا الحديث فقد وقعت المفسدة محققة منها فتضرب على ما مضى إصلاحا للمستقبل، الإصلاح هو قوله) فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ (. لكن هذا تأديب وتعزير على ما وقع من المرأة حيث أوطأت فراش زوجها من يكرهه لكنه ضرب غير مبرح أي غير شديد ولا جارح لجسدها، بل هو ضرب خفيف يحصل به التأديب وبيان سلطة الرجل عليها.

(١) سورة النساء: آية ٣٤.

1 / 57