شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين
الناشر
دار المحدث للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وقوله: «فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟» قوله «فقام سراقة» كان هذا عند المروة والسياق الذي في صحيح البخاري (١) ﵀ كان عند العقبة فما الجمع بينهما؟ نقول الجمع بينهما: ربما أن سراقة ﵁ أعاد السؤال مرة ثانية إما لأنه نسي ما قاله عند المروة وإما لزيادة التأكد وهذا يقع.
وقوله: «وقدم علي من اليمن ببدن النبي ﷺ فوجد فاطمة ﵂ ممن حل ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله ﷺ محرشًا على فاطمة للذي صنعت مستفتيًا لرسول الله ﷺ فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: «صَدَقتْ صَدَقتْ. ماذا قلت حين فَرضْتَ الحج» قال: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك» .
قوله: «قدم علي من اليمن» أي وصل إلى مكة والنبي ﷺ في الأبطح. والسبب في ذهابه إلى اليمن لأن النبي ﷺ أرسله إلى اليمن للدعوة إلى الله وأخذ الزكوات منهم وغير ذلك.
وقوله: «ببدن النبي ﷺ» أي ببعضها لأن بعضها جاء بها علي ﵁ وبعضها جاء بها الرسول ﷺ كما يأتي في آخر الكلام.
وقوله: «فوجد فاطمة ﵂ ممن حل ولبست
(١) أخرجه البخاري في كتاب العمرة / باب عمرة التنعيم (١٧٨٥) ولفظه " فأمر عبد الرحمن بن أبى بكر أن يخرج عائشة إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج في ذي الحجة وأن سراقة بن مالك بن جعشم لقي النبي ﷺ بالعقبة وهو يرميها، فقال: ألكم هذه خاصة يا رسول الله؟ قال: " لا بل للأبد".
1 / 45