110

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

الناشر

دار المحدث للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

«ثم ركب حتى أتى الموقف» وأما غير الإمام فإنهم يقفون في أماكنهم لقول النبي ﷺ: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف» (١) ولأن الأصل الاقتداء بالنبي ﷺ في كيفية العبادة وزمانها ومكانها وجه ذلك: أن نبه على أن وقوفه في هذه الأماكن لا يسن فيه الأسوة أو لا تجب فيه الأسوة لقوله (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف) وكذلك يقال في مزدلفة.
٨٧ - بيان تيسير النبي ﷺ على أمته حيث لم يلزمهم بل ولم يندبهم إلى أن يتحروا مكان وقوفه ونحره لا في عرفة ومزدلفة ولا في منى.
٨٨ - أنه لا يشرع صعود الجبل ولا الصلاة فيه ولا الصلاة عنده لأن النبي ﷺ لم يفعل ذلك والأصل في العبادات التوقيف حتى يقوم دليل على مشروعيتها.
وبه نعرف ضلال كثير من الناس الذين يقصدون الجبل ويصعدون عليه ويصلون وربما يضعون الحجارة بعضها على بعض لتكون علمًا وربما يعلقون الخرق ويكتبون الأوراق لإثبات أنهم بلغوا هذا المكان وكل هذا من البدع والواجب على طلبة العلم أن ينبهوا الناس على ذلك وأن يبينوا أنهم إلى الوزر أقرب منهم إلى الأجر في مثل هذه الأعمال.
٨٩ - أن الركوب في الوقوف بعرفة أفضل لأن النبي ﷺ

(١) سبق تخريجه رقم ٥٦.

1 / 114