شرح حديث جبريل في تعليم الدين
الناشر
مطبعة سفير،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الله كأنَّه يراه، فليَعبُدِ اللهَ على أنَّ الله يراه ويطَّلع عليه، فليستحيي من نظره إليه".
وقال (١/١٣٠): "وقد وردت الأحاديث الصحيحة بالنَّدب إلى استحضار هذا القرب في حال العبادات"، وذكر جملة من الأحاديث، ثم قال: "ومَن فهم من شيء من هذه النصوص تشبيهًا أو حلولًا أو اتِّحادًا، فإنَّما أُتي من جهله وسوء فهمه عن الله ورسوله ﷺ، واللهُ ورسوله بريئان من ذلك كلِّه، فسبحان من ليس كمثله شيء وهو السَّميع البصير".
٧ - قوله: "قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلمَ من السائل، قال: فأخبرني عن أمَاراتِها؟ قال: أن تلدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأن ترى الحُفاةَ العُراة العالة رِعاء الشاءِ يتطاولون في البُنيان، قال: ثمَّ انطلق فلبثت مليًّا ثم قال لي: يا عمر أتدري مَن السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّه جبريل أتاكم يعلِّمُكم دينَكم".
فيه فوائد:
الأولى: اختصَّ الله بعلم الساعة، فلا يعلم متى تقوم الساعة إلاَّ الله ﷾، قال الله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، وقال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾، ومنها علم الساعة، ففي صحيح البخاري (٤٧٧٨) عن عبد الله بن عمر قال: قال النَّبيُّ ﷺ: "مفاتيح الغيب خمسة، ثم قرأ ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ "، وقال تعالى: ﴿يَسْأَلونَكَ
1 / 75