شرح حديث جبريل في تعليم الدين
الناشر
مطبعة سفير،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
يقتضيه ثواب أعمالهم، ويدلُّ لذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾، ومنه رفع درجات زوجاته ﷺ إلى درجته.
ومنها الشفاعة لدخول الجنَّة بغير حساب، ويدلُّ له دعاؤه ﷺ لعكاشة بن محصن ليكون من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنَّة بغير حساب، رواه البخاري (٥٨١١) ومسلم (٢١٦) .
ومنها شفاعته ﷺ في تخفيف العذاب عن عمِّه أبي طالب حتى جُعل في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، أخرجه البخاري (٣٨٨٣) ومسلم (٢٠٩)، وهذا التخفيف مخصِّصٌ لقول الله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا﴾ .
ومنها شفاعته ﷺ في دخول الجنَّة، ويدلُّ له قوله ﷺ: "أنا أوَّل الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثرُ الأنبياء تَبَعًا" رواه مسلم (١٩٦)، وفي لفظ له: "أنا أكثر الأنبياء تَبَعًا يوم القيامة، وأنا أوَّلُ مَن يقرعُ بابَ الجنَّة"، وقوله ﷺ: "آتي باب الجنَّة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمرتُ لا أفتح لأحد قبلك" رواه مسلم (١٩٧) .
ومنها الشفاعة في إخراج أهل الكبائر من النار، وقد تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله ﷺ، كما ذكره شارح الطحاوية (ص:٢٩٠)، ومنها حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ، فتعجَّل كلُّ نبيٍّ دعوتَه، وإنِّي اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَّتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ إن شاء الله مَن مات من أمَّتي لا يشركُ بالله شيئًا" رواه البخاري (٦٣٠٤) ومسلم (١٩٩)، واللفظ لمسلم.
1 / 54