شرح حديث جبريل في تعليم الدين
الناشر
مطبعة سفير،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
للحياة بعد الموت؛ لأنَّ في كلٍّ منهما الجزاء على الأعمال.
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ بفتنة القبر ونعيمه وعذابه، وقد وردت الأحاديثُ في فتنة القبر والسؤال فيه ونعيمه وعذابه، فروى البخاري في صحيحه (٨٦) عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، عن عائشة في قصة صلاة الكسوف، وفيه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: "ما من شيء لم أكن أُريتُه إلاَّ رأيتُه في مقامي، حتى الجنَّة والنار، فأُوحي إليَّ أنَّكم تُفتنون في قبوركم مثلَ أو قريبًا - لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء - من فتنة المسيح الدجال، يُقال: ما عِلمُك بهذا الرَّجل فأمَّا المؤمن أو المُوقن - لا أدري بأيِّهما قالت أسماء - فيقول: هو محمدٌ هو رسول الله، جاءنا بالبيِّنات والهُدى، فأجبنا واتَّبعنا، هو محمد ثلاثًا، فيُقال: نَمْ صالِحًا، قد علمنا إن كنتَ لَمُوقنًا به، وأمَّا المنافق أو المرتاب - لا أدري أيَّ ذلك قالت أسماء - فيقول: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقُلتُه".
وروى البخاري في صحيحه (٤٦٩٩) عن البراء بن عازب رضىالله عنه: أنَّ رسول الله ﷺ قال: "المسلمُ إذا سُئل في القبر يشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسول الله، فذلك قوله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾
وفي مسند الإمام أحمد بإسناد حسن عن البراء بن عازب رضىالله عنه في الحديث الطويل (١٨٥٣٤)، وفيه: "فيأتيه - أي المؤمن - مَلَكان فيُجلسانه، فيقولان له: مَن ربُّك فيقول: ربِّي الله، فيقولان له: ما دينُك فيقول: دينِي الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرَّجل الذي بُعث فيكم فيقول: هو رسول الله ﷺ".
وفيه: "ويأتيه - أي الكافر - مَلَكان فيُجلسانه، فيقولان له: مَن
1 / 40