84

تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري

الناشر

دار الهجرة للنشر والتوزيع،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ/١٩٩٦م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

فإنى خفت دروس العلم وذهاب أهله". ١ ٥- روى الخطيب بسنده إلى الزهري أنه قال: "لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لانعرفها؛ ما كتبت حديثًا ولا أذنت في كتابه". ٢ ٦- قال صالح بن كيسان: "اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي ﷺ ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سُّنَّة، فقلت أنا: ليس بسُنَّة فلا نكتبه، قال: فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت". ٣ ٧- أخرج الحافظ ابن عبد البر بسنده إلى الإمام مالك قال: "أول ما دون العلم: ابن شهاب الزهري". ٤ ولعل المراد بهذا التدوين الشامل الذي بدأه فعلًا الزهري بأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز، وقد سبق أن ذكرنا أن الحافظ الخطيب البغدادي قد حرَّر هذا الموضوع في كتابه "تقييد العلم"، وأثبت بالأدلة أن التدوين قد بدأ من عصر الرسول ﷺ وعصر الصحابة والتابعين ٥ أيضًا، لكن لم يكن ذلك بشمول واستقصاء.

١ سنن الدارمي ١ / ١٠٤ باب من رخص في كتابة العلم، تقييد العلم للخطيب ص: ١٠٦. ٢ تقييد العلم ص: ١٠٧ – ١٠٨. ٣ تقييد العلم ص: ١٠٦ – ١٠٧، جامع بيان العلم ١ / ٧٦ – ٧٧ ٤ جامع بيان العلم ١: ٧٦. ٥ انظر: الفصل الأول من هذا الباب، الفقرة الأولى.

1 / 86