تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري

محمد بن مطر الزهراني ت. 1427 هجري
79

تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري

الناشر

دار الهجرة للنشر والتوزيع،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ/١٩٩٦م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ثالثًا: جهود التابعين في تدوين السُّنَّة المشرفة: تلقى التابعون ﵏ – السُّنَّة، بل الدِّين كله عن الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم – فقاموا بمهمة تبليغ الرسالة من بعد شيوخهم إلى الناس كافة، فكانوا خير جيل بعد ذلك الجيل، وقد بذل جيل التابعين في خدمة السُّنَّة وتدوينها وحفظها جهودًا كبيرة، وفيما يلي نماذج من تلك الجهود: ١-الحث على التزام السُّنَّة وحفظها وكتابتها والتثبت في روايتها وسماعها: سبق أن ذكرت طائفة من الأمثلة على ذلك في الفصل الثاني من الباب الأول عند الكلام عن عناية التابعين ومن بعدهم بالسُّنَّة النبوية، وأضيف هنا أمثلة مما لم أمثل له هناك وهو حثُّهم على كتابة السُّنَّة: أ- روى الخطيب بسنده من عدة طرق عن الإمام عامر الشعبي أنه كان يقول: "إذا سمعت شيئًا فاكتبه ولو في الحائط فهو خيرٌ لك من موضعه من الصحيفة فإنك تحتاج إليه يومًا ما". ١ ب- عن الحسن البصري قال: "ما قُيِّد العلم بمثل الكتاب، إنما نكتبه لنتعاهده". ٢

١ تقييد العلم ص: ١٠٠. ٢ ذكره الخطيب من عدة طرق عن الحسن: تقييد العلم ص: ١٠١.

1 / 81