فتح رب البرية بتلخيص الحموية
الناشر
دار الوطن للنشر
مكان النشر
الرياض
تصانيف
حين يعرض الناس عن العمل بالقرآن إعراضًا كليًّا فيرفع عنهم تكريمًا له. والله المستعان.
فصل
في اللفظ والملفوظ
الكلام في هذا الفصل يتعلّق بالقرآن؛ فإنه قد سبق أن القرآن كلام الله غير مخلوق، لكن اللفظ بالقرآن هل يصح أن نقول: إنه مخلوق، أو غير مخلوق، أو يجب السكوت؟!
فالجواب: أن يقال: أن إطلاق القول في هذا نفيًا أو إثباتًا غير صحيح.
وأما عند التفصيل فيقال: إن أُريد باللفظ التلفظ الذي هو فعل العبد فهو مخلوق؛ لأن العبد وفعله مخلوقان، وإن أُريد باللفظ الملفوظ به فهو كلام الله غير مخلوق؛ لأن كلام الله من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
ويشير إلى هذا التفصيل قول الإمام أحمد ﵀: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن؛ فهو جهمي".
فقوله: "يريد به القرآن"؛ يدل على أنه إن أراد به غير القرآن وهو التلفظ الذي هو فعل الإنسان فليس بجهمي. والله أعلم.
1 / 80